مفهوم جزائر الشعب :

يصادف يوم 12 ديسمبر 2019 ميلاد جزائر الشعب، هذا التاريخ يحمل رمزية في التاريخ السياسي للجزائر، لأنها وللمرة الأولى التي تعبر فيها أغلبية كبيرة من الشعب عن رفضها الراديكالي للانتخابات من خلال إعلانها بصوت عالٍ: « لا للانتخابات مع العصابات ». ولأول مرة، يُكشف القناع بشكل قاطع عن الطبيعة الحقيقية للنظام السياسي في الجزائر. لأن جميع الصفات المستخدمة حتى الآن لا تتوافق معه (فهل هذه المنظومة ديكتاتورية، استبدادية، عسكرية، عسكرية – شرطية، سياسية – عسكرية، غير مقروءة أو مبهمة). وحتى وصفها بالثورية لا يمكن باعتبارها منظومة معادية للوطن، وهو ما حدث إبان “الحراك” بقلم أحد رموز السلطة، لم يصل إلى جوهره، لكن المنطق الشعبي، من خلال هذا الشعار التاريخي « لا للانتخابات مع العصابات »، يكشف لنا وجهه الحقيقي : نظام إجرامي ومفترس يشبه كثيرا للمافيا. وفي غياب قيادة مركزية، يتكون هذا النظام من أجنحة متعارضة بشكل مباشر وغالباً ما تلجأ إلى الشارع – لبعث الحركة الاجتماعية – لحل خلافاتها الداخلية. نقرأ في هذا الشعار، مرة واحدة، التشخيص الحقيقي لشر النظام الجزائري؛ لذلك كان من الضروري إعطاؤه ترجمة سياسية. وهو ينطوي على وجود معسكرين: المعسكر الرافض، والمعسكر الذي يُعلن ضده هذا الرفض. ويمثل معسكر الرفض الغالبية العظمى من الشعب. وكان لا بد من تحويله إلى معسكر سياسي أصبح واعياً بوجوده. الوجود الذي ينشأ في معارضة وجود العصابات. هذه المعارضة تؤدي إلى ثورة حقيقية، لأن كل معسكر له فلسفته الخاصة. « لا للانتخابات » تمثل « جزائر الشعب » و « العصابات » تمثل « جزائر الجنرالات ». ولذلك فإن هذا الشعار يمثل حدودا رمزية بين جزائرين : جزائر الشعب وجزائر الجنرالات. هذه الرمزية الثورية تضع الطابع النهائي لوجود جزائرين :

واقعيا : هذان الجزائران موجودان في الواقع الجزائري، جزائر الجنرالات، جزائر نادي الصنوبر، جزائر السلطة والامتيازات؛ وجزائر الشعب، جزائر المحرومين، جزائر المعذبين في الأرض، جزائر الجنرالات، عالم السلطة، وجزائر الشعب، عالم المعاناة.

تاريخيا : الحاضر يحاكي الماضي. بالأمس جزائر المستعمرين وجزائر السكان الأهالي من السكان الأصليين واليوم جزائر الجنرالات وجزائر الشعب. نادي الصنوبر ما هو إلا الاسم الآخر للأحياء الأوروبية (المدينة الأوروبية) والجزائر الحقيقية هي الاسم الآخر للأحياء المعزولة ومدن الصفيح (المدينة العربية) والجزائرية المكروهة في زمن الاستعمار. زمن « الاستقلال ».

وإذا كانت أحداث 10 و11 ديسمبر 1960 قد سجلت بشكل قاطع ميلاد الشعب الجزائري في مواجهة أيديولوجية إمبريالية أرادت إنكار وجودها، فإن شعار 12 ديسمبر سجل بدوره ميلاد جزائر الشعب.

رمزيا : المشهد الجزائري هو مشهد تراجيدي مأساوي. إرادتان تواجهان بعضهما البعض. بالأمس الإرادة الاستعمارية ضد إرادة الاستقلال، واليوم إرادة “النظام العسكري” ضد الإرادة الشعبية. إن المطابقة بين العصرين أمر ضروري: زمن المستعمرة وزمن الاستقلال. من خلال إعلان شعار « الشعب يريد الاستقلال »، في 5 يوليو 2019، في شوارع الجزائر العاصمة، يشهد الشعب ويشير إلى أن الجزائر لا تزال بلدًا محتلًا. نحن الشعب الوحيد في التاريخ المعاصر الذي نادى بالاستقلال مرتين في تاريخه.

يصور المشهد المأساوي إرادتين متعارضتين تستبعدان بعضهما البعض ولا يمكنهما التعايش في نفس الفضاء. ولا يمكن أن يحدث شيء كبير في هذه الحالة. خلال الفترة الاستعمارية، تم التغلب على هذا الوضع من خلال الحركة الوطنية المُطالبة بالاستقلال التي انتهت بحرب التحرير.

منذ عام 1962، فرض النظام الحالي، الذي يرمز إليه آنذاك بجيش الحدود، نفسه بقوة السلاح على الساحة السياسية. هذا الجيش، تحت ستار جيش الغزو والسلطة، زحف إلى الجزائر العاصمة، وزرع الموت. ومنذ ذلك الحين، لم يفرض هذا الجيش إرادته إلا من خلال كونه الفاعل السياسي والاقتصادي والاجتماعي الحقيقي الوحيد.

وأمام هذه الرغبة لم تتوقف المقاومة أبدًا، بل تجلت منذ عام 1962. واتخذت أشكالًا متعددة (شخصيات تاريخية في الستينيات ثم معارضة حزبية (وطنية ويسارية وإسلامية) لتتبلور عام 2019 في « الحراك » وهو يقدم نفسه. « كلحظة تاريخية في تاريخ الاحتجاج الشعبي لأنها محصلة كل منها. لأول مرة في تاريخنا، كان الاحتجاج شاملاً وضخمًا ووحدويًا لحراك يعمل دون توقف. إنه يقسم تاريخنا إلى قسمين. هناك حراك ما قبل وما بعد، وهو حدث فلسفي أساسي وأفق لا يمكن تجاوزه لقراءة وفهم الواقع الجزائري في الحاضر والمستقبل، وإذا كان التفكير هو فهم الواقع من أجل التحول، فإن قراءة الحراك وتفسيره بشكل جيد مطلوب منا، ما بعد الحراك يعتمد على هذه القراءة، اللحظة التاريخية، لأنها القدر: جزائر الغد ستسير حتما وفق لهذه القراءة.

بما أن الحراك هو تلخيص للسياسة في الجزائر، فإن « جزائر الشعب » تقدم لكم فهمًا تاريخيًا للحراك:

1-              بعض التساؤلات المشروعة :

هل يمكن أن نفترض أن انتفاضة شعبية بحجم الحراك يمكن أن تكون حراكاً عفوياً؟

وبينما كان الطلاق بين الجيش والشعب قائما وغير قابل للإصلاح بعد أحداث أكتوبر1988، ثم برزت أحداث منطقة القبائل ومأساة الحرب القذرة، وفي أثناء الحراك ظهر إلى الواجهة شعار الذي ظاهره « أخوي » بين الجيش والشعب (الجيش – الشعب خاوة خاوة) ليهدي تلك المنظومة عذرية يلبسها العسكر كطوق إنقاذ في الساعات الأولى من الحراك ؟ هل شعار « جيش – شعب خاوة خاوة » هو حقا شعار شعبي ؟ في عام 2011، في أعقاب الربيع العربي، « جوزي غارسون »، صحفية جريدة ليبراسيون، أثناء تغطية المظاهرات في الجزائر العاصمة، قالت أنه : »لن يخطر على بال أحد من الجزائريين أن يصرخ بعبارة ‘بوتفليقة ارحل’. لأن هناك في الجزائر الرئيس قابل للاستبدال في أي لحظة ». فكيف نفسر إذن أن الحراك عند نشأته ركز على « لا للعهدة الخامسة » ؟ هل يمكن أن يكون شعار « يا بوتفليقة يا المروكي مكاش عهدة خامسة » (بوتفليقة المغربي لا لولاية خامسة) شعارا شعبيا ؟

لقد أجازت السلطات تأليف الحراك من خلال تسميته بالحراك المبارك والأصيل وتعلن بعد ذألك انتهائه بعبارة (الحراك مات) أي انتهى والتي يروجها البعض عن قصد أو غير قصد… لأنها وبكل بساطة حققت أهدافا معينة من خلال فرض « تبون » كرئيس.

ألم يحن الوقت للاعتراف بوجود قوتين متعارضتين داخل الحراك : الحراك المؤسساتي والحراك الشعبي؟

إذ كيف نفسر لقاء « المؤامرة » يوم 30 مارس 2023 بين توفيق العسكري المتقاعد والسعيد بوتفليقة أخ الرئيس ولويزة حنون رئيسة حزب العمال المحسوب على المعارضة ؟

قبل التساؤل عن رد فعل قائد الأركان القايد صالح على الراية البربرية، الذي أدانته الحكمة الشعبية وتجاوزته بعدم الوقوع في فخ الفتنة الذي أرادت سلطة الأمر الواقع إيقاع الشعب فيه.

إذ كيف يمكن أن نفسر ظهور وحضور الراية البربرية في لحظة سياسية حاسمة للغاية ؟

ألا يثير وجودها في هذه اللحظة من التاريخ الحراك ارتباكا وغموض أكثر من الوضوح ؟

2-              المشهد التراجيدي للحراك :

رغبتان وقوتان تحتلان المشهد، الحراك المؤسساتي والحراك الشعبي :

Ø              الفصل الأول من هذه المأساة حدث في الحراك المؤسساتي باغتيال القايد صالح وإقصاء عشيرته ; و محيطه. فلا موت طبيعي مع العصابات المتناحرة التي أتم الجناح المنتصر منها مهمته بتعيين تبون في 12 ديسمبر 2019.

Ø              الفصل الثاني من المأساة يجري الآن؛ فهو يعارض الحراك المؤسساتي، أي حراك العصابات، بالحراك الشعبي. ولا بد من الاعتراف بأن النظام منذ عام 1962 نجا من كل الأزمات وفي كل أزمة يتجدد. وتظهر الأزمات كشرط لتجديدها بطريقة أخرى للقول إنه هو المحرض. لكن على عكس جميع الأزمات الأخرى، أدت خصوصية « الحراك » إلى زعزعة استقرار النظام بشكل عميق، حيث وجد نفسه مشلولًا تمامًا، فهو لا يستطيع الحفاظ على نفسه ولا إصلاحه، ولا التنازل عن السلطة أو ممارستها.

هل كانت السلطة قادرة على تجديد ورسكلة نفسها بعد كل أزمة لأنه لم تكن هناك قوة اجتماعية منظمة راديكالية وشاملة ؟ هل يستطيع الحراك الشعبي أن يتحول إلى طليعة ويصبح قوة بديلة ؟

إذا كان أكتوبر 1988 انتفاضة الأمل، فهل يكون الحراك انتفاضة التغيير؟ إذا كان الحراك يشهد أننا لم نتمكن من بناء جيل ثوري، لأنه من أجل الاستمرار، كانت السلطة دائما قادرة على إيجاد أدوات القمع والتهديد والفساد إلى غير ذألك من حلولها التدميرية من أجل تفتيت الجسم الاجتماعي وإضعافه. ومع ذلك فإن الحراك الذي انبعثت منه الثورة الشعبية لأنه يحمل في ذاته الفاعل الثوري الجديد الذي سيعود إليه.

3-          رسائل الحراك وفلسفته :

تبلورت الحقيقة الفلسفية للحراك مساء يوم 11 مارس بشعار  » يتناحاو قااااع  » (الذي صدحت به حناجر جموع شرائح الشعب) وهذا الشعار الذي نقله صوت شعبي غطى المكان والزمان الجزائريين يعكس غضب كل الناس وتوقعاتهم في مسافات فلكية تفصل بين الشعارين، من « ارحل يا بوتفليقة » (لا للعهدة الخامسة) إلى ارحل يا النظام (ارحل يا بوتفليقة، ارحل يا توفيق، ارحلي أيتها المخابرات، أرحل يا جهاز الأمن السياسي، ارحلي يا أحزاب السلطة، ارحل أيها المجلس…).

الجميع » يعكس الراديكالية الثورية للتغيير الجذري من حكم قديم إلى حكم جديد، ومن سيادة العسكر إلى سيادة شعبية أخرى، ومن إرادة إلى أخرى. وهذه الراديكالية تستبعد السلطة بحكم الأمر الواقع من أي فكرة للتفاوض المستقبلي.

الحراك يشبه في تاريخنا مرحلة ما بعد 8 ماي 1945. إذ كان كل الفاعلين السياسيين في ذلك الوقت على قناعة تامة بأن الصوت السياسي ميؤوس منه في مواجهة الاستعمار. إن المأزق الجزائري اليوم يعود بنا إلى ما كان عليه الحال في خمسينيات القرن الماضي. والصوت الثوري يفرض نفسه بقوة ويشكل ضرورة أساسية من أجل التغيير.

الحراك وانبعاث عمقه الجزائري : ومن خلال طابعه الحضاري وبعده العالمي وزخمه الضخم والوحدوي، وجدنا في روح الحراك بعدنا الجماعي، فنحن الشعب الجزائري المقاوم، قد اكتشفنا من جديد متعة التواجد معًا، لقد كانت لحظات شراكة وتضامن وأخوة.

وفي ظل هذا النظام المستبد أصبح مرة أخرى شعب 1962 البطل هو الشعب الأداة كجماهير خاضعة لمتزعمها، ورسخت الشعبوية الاستبدادية في السبعينيات فكرة الشعب القاصر على اعتبار أنه غير ناضج وغير متحضر وفوضوي، وبالتالي يجب تأديبه وتعليمه كما وقع في عهد بوتفليقة.

من خلال طابعه المثالي نال الحراك إعجاب العالم وأثبت أن النظام في هذه الحالة يمثل جزائر الجنرالات وهو العائق الحقيقي الذي يعارض هذه الرغبة في أي التغيير يطالب به أبطال هذا الحراك بالكامل.

ثلاث لحظات تاريخية كبرى تميز وجود جزائريتنا : من « تحيا الجزائر » في 1962، الجزائر المسكينة وإنكار الذات في 1999، إلى « تحيا الجزائر » من جديد في 2019 وهذا الإحياء لجزائريتنا يجب أن يتشكل وأن يكون جزءا من الواقع.

الحراك والسياسة : بحكم بعده الشامل وكونه خلاصة مقاومة لهذا النظام منذ عام 1962، فإن الحراك لا يحمل لونا حزبيا ورسالته السياسية الوحيدة هي رغبته في التغيير والدعوة إلى تغيير جذري شامل إلى شكل جديد من نمط الحكم الذي تقره السيادة الشعبية.

الحراك والمعضلة الجزائرية، تشخيص غير مسبوق ونهائي : لم يحدث قط، خلال حركة الاحتجاج الاجتماعي أن تم تحديد وتأكيد أصل الشر الذي أصاب الجزائري بهذا الوضوح الساطع، إذ، ولأول مرة يتم تحديد سنة 1962 كتاريخ مصيري للمصاب الجلل الذي ألم بالجزائر عشية استقلالها، حين استولت مجموعة في عام 1962 بقيادة بومدين المغامر الطامح فقط للسلطة بالقيام بتزييف الشرعية التاريخية للاستلاء على الدولة الجزائرية الفتية. وكانت هذه « الخطيئة الأصلية ». ومنذ ذلك التاريخ فرضت القوة نفسها على الساحة السياسية وباستخدام منطقها العنيف ثم انتهت هذه القوة إلى تشويه الجزائر والجزائريين في أن واحد.

حدود الحراك : لقد حقق “الحراك المؤسساتي” أهدافه بفرض « تبون »، وهو الآن يلاحق نشطاء الحراك الشعبي بهدف استئصاله من المشهد السياسي لترسيخ شرعيته. لذلك يجب علينا أن ندرك أن الحراك لم يكن يحمل في ذاته المكونات الثورية المتعارف عليها.

رغم التأكيد على أن الغضب الشعبي كان حقيقيا وعميقا، تسوده رغبة جامحة في التغيير الجذري المشروع، لكن كيف يمكن أن نفسر أن هذا الغضب لم يكن له ترجمة سياسية على أرض الواقع ؟ ولماذا لم تتجسد في قوة اجتماعية؟

ففي ظل غياب هذه القوة الاجتماعية أو السياسية التي تدعو إلى التظاهر، والإصرار على عدم تمثيل الحراك (الحراك ليس له ممثل) كما يشاع، وقعنا في مأساة الأفقية، إذ جعلنا من عدم تمثيل الحراك قوة في حين أن ذلك هو مكمن ضعفه، فمظاهرات السترات الصفراء في فرنسا هي مثال يعلمنا أنه في غياب التنظيم المسبق فإن الغضب الاجتماعي وحده لن يتحول إلى قوة سياسية منظمة أبدا.

ما العمل حتى يتحول الحراك الشعبي إلى حراك ثوري ؟ إذا أردنا هذه المرة ألا تُسرق منا ثورتنا من جديد، فيجب علينا أن نحترم الروح الكلاسيكية للنظرية الثورية : وهي التنظيم – التعبئة – الانتفاضة – الاستقلال.

منذ عام 1954 ونحن نركض خلف تنظيم ثوري مهيكل ومنسجم، إذ أكد مؤتمر طرابلس عام 1962 هوة الخلافات التي رافقته بشكل قاطع عدم ولادة جبهة التحرير الوطني كحزب سياسي، لأنه جسد بلا روح وذألك بحسب مقولة بومدين نفسه وفي عام 1988 دعا الرئيس الشاذلي المناضل مهري للقيام بإنعاش جثة هذا الكيان. مع العلم أن جميع النضالات بين الأشقاء التي ميزت حرب التحرير والأزمات التي تلتها حتى يومنا، لا يمكن تفسيرها إلى حد كبير إلا بخلل في ترتيب المراحل الاستراتيجية الثورية في غياب تنظيم محكم.

في عام 2019، بدأنا مع التحريض على الحراك في غياب قوة مُنظِمة ومنذ ذألك الحين ما زلنا نركض خلف التنظيم في مناخ عام يسوده ثقافة الشك وعدم الثقة والتلاعب لزرع الفتنة بين الناشطين حتى لا يتحول الحراك إلى جسم جماعي متماسك كما كان في بدايته عام 2019، بالإضافة إلى ثقافة القمع التي تمارسها السلطة على الناشطين لإرهابهم والقضاء على فكرة الاحتجاج وروح المقاومة.

يهدف هذا مناخ الذي يسوده الشك والإرهاب إلى قتل الأمل في إمكانية وجود بديل للسلطة وأن تكون الطاقة السلبية التي تنشرها السلطة في خدمة الجمود لكي تجدد نفسها. ومن أجل إبقاء هذا الأمل حياً وتنشيط المشهد السياسي وتلبية الطموحات الشعبية، فإن جزائر الشعب تقدم نفسها كنتيجة للحراك للمضي به نحو حراك ثوري منظم.

من أجل التغلب على فخ الأفقية وبما أن الحراك ليس له ممثل، إذن من أنت لكي تتحدث باسم الحراك؟ والنعوت التي أطلقتها السلطة على الحراك (الحراك المبارك، الحراك الأصلي) والآن « الحراك مات » وهتاف أنصار جزائر الجنرالات « لقد انتهى الحراك » فجزائر الشعب تريد أن تمنح الحراك فرصة جديدة للاستمرار، وفق لرؤية جديدة، وأملًا حقيقيًا الذي يتمثل حراك جزائر الشعب.

إن جزائر الشعب كمبدأ وفكرة تنظيمية للحراك لن يكونا إلا نقطة الانطلاق والتنفيذ والترجمة الفعلية للروح الثورية لجزائر الشعب وفلسفتها التي ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية التي تم نشرها منذ ولادتها في ديسمبر 2022.

أ‌-                المعضلة الجزائرية: المقاربة الأولى التي كانت توصيف المشكلة الجزائرية قادنا إلى اختيار قصر « إيغمونت » ببروكسل لتجمعنا الأول في فبراير 2023. تستجيب فكرة التجمع أمام قصر « إيغمونت » للموضوع الرئيسي للمشكلة السياسية في الجزائر وهي مسألة السيادة. فمن هو صاحب السيادة في الجزائر؟ عدنا إلى نفس المكان الذي طرح فيه هذا السؤال في خطاب 10 فبراير 1927: من صاحب السيادة في الجزائر؟ الإمبريالية الفرنسية أم الشعب الجزائري؟ وبصياغة السؤال الصحيح، أصبحت المشكلة الجزائرية واضحة لتتولد بعدها فكرة الاستقلال في 1927، وما حرب التحرير إلا ترجمتها الفعالة.

إن جزائر الشعب على خطى نجم شمال إفريقيا وتطرح نفس السؤال: من صاحب السيادة في الجزائر؟ الشعب أم العسكر؟ جزائر الشعب أم جزائر الجنرالات؟

تاريخ الحراك يجيب على هذا السؤال عندما طالب الشعب بتطبيق المادتين 7 و8، ولم ير الجيش إلا تطبيق المادة 102 فقط للإلتفاف على مطالب الحراك الشرعية والدليل على ذلك أن هذه المؤسسة تعتبر نفسها الأمينة والضامنة للسيادة السلطة لتنفي تماما السيادة الشعبية.

ب‌-            التصحيح التاريخي : خلافاً للعقيدة الثقافتية السائدة في المجتمع التي تجرم أفراد الشعب وتقدمهم كمسؤولين عن الأزمات التي يعيشونها لأجل إلقاء اللوم عليهم وتشويه سمعتهم ليفتح ذألك داخل المجتمع صراعاً أفقياً للفقراء ضد الفقراء.

وفي مقابل ذألك تتبنى جزائر الشعب مقاربة مختلفة، إذ تعتبر أن الانحطاط الاجتماعي الناتج عن انحطاط الدولة وانحرافها المافيا وي له أسباب تاريخية.

إذا كنا نبحث في تاريخ الأسرة عن تفسيرات للمتاعب الفردية، فإننا في التاريخ الجماعي نبحث عن تفسيرات للأمراض الاجتماعية. لقد ورثنا تاريخا متحيزا ومبتورا ومزورا. لقد استولى الانقلابيون عام 1962 على السلطة بقوة السلاح وتأميم التاريخ. السلطة أصبحت كاتبة التاريخ والغالبية العظمى من الجزائريين غدوا أسرى للقراءة « الرسمية ».

لقد حان الوقت لننظر إلى تاريخنا بأعيننا فالتعافي التاريخي مقابل للتعافي الثوري واللحظات العظيمة الثلاثة التي ميزت التاريخ السياسي للجزائر هي ما رسخه الأشخاص الثلاثة من جيش الحدود: غرس بومدين في الجزائريين أننا لا نُحكم إلا بالقوة وأعاد تنشيط الإهانة الاستعمارية « الجزائري لا يفهم إلا « بالدبوز » أي بالعصا.

ثم قدم الشاذلي الجهل والرداءة كعوامل للحكم والسيطرة، أما بوتفليقة فقد أسدل الستار عن تاريخ جيش الحدود المشين وكشف عن جوهره من خلال شراء الذمم بالمال وفقا لعبارته الشهيرة التي رددها أثناء حملته الانتخابية لرئاسيات عام 1999: « كل رجل يمكن شراؤه، إنها مسألة سعر ».

الفساد هو أساس النظام الجزائري منذ عام 1962. ولنتخيل كيف أن الفرد الجزائري ومنذ الاستقلال أُلصقت به تلك الصورة النمطية للرجل الخشن، الوقح، التافه والمتعجرف. إن عصر التصنيع، وفق للكاتبة « حنا أرندت » الخاص بالأنظمة الشمولية في ذألك الحين سمح لبومدين بصناعة شعب وتشكيله وفقا لتلك الصورة النمطية ولتتلخص الجزائر في شخصه، لدرجة صارت فيه بعض أشباه النخب يصفونها بجزائر بومدين.

لم يكن هدف العالم الثالث في تلك السنوات سوى أن يحل محل غياب الشرعية الداخلية كما أن جزائر السبعينيات المتضخمة بدولة الرفاهية رأت في صورتها المخالفة للواقع المنقولة إلى الخارج مصدر ومبرر لوجودها.

وهو الرهان نفسه الذي أراد تبون أن يلعبه بالمراهنة على « البريكس » للتعويض عن غياب الشرعية الداخلية بتلميع صورة النظام خارجيا، لقد أخطأ في فهم العصر الحديث.

إن وقت الأيديولوجيات قد ولى، لتفرض الكفاءة فقط وجودها، والجزائر في ذلك الوقت، كانت لا تزال تتمتع برأسمال ثوري عالمي بدده جيش السلطة. إن التصحيح التاريخي هو بمثابة حجر أساس في انتظار استعادة استقلالنا الكامل.

لقد خانت تلك القوى كل التوقعات التي تم التعبير عنها في حرب التحرير الوطنية الكبرى لعام 1954 وذألك بتحويل الجزائر المجيدة إلى جزائر المافيا.

 

 

ت‌-            اللحظة الثالثة اختتام المرحلة الأولى في يوليو من عام 2023، بعنوان « زمن إعادة التأسيس » :

إعادة التأسيس هي النظرية الثورية لفلسفة « جزائر الشعب »، ففي عام 1962 حررنا البلاد وأرسينا السيادة الوطنية من خلال استعادة سيادة الدولة الجزائرية التي كانت أولوية بيان الأول من نوفمبر لكننا فشلنا في بناء الدولة الوطنية. ونفس الشعور بالغرابة الذي ميز علاقة للفرد الجزائري بالدولة الاستعمارية، يشعر به الشعب في الجزائر المستقلة.

إن أمل « نحن جميعا » الذي رفعته عاليا حماسة جماهير تحيا الجزائر في يوليو 1962 أصبح جحيما والمنفى أصبح مشروع حياة. وعليه فإعادة التأسيس والبناء تعني إحياء هذا الأمل ومنحه الحياة من جديد.

بعد مرور أربع سنوات على حراك 22 فبراير 2019، حان الوقت لإدراج الحراك في رؤية ثورية. وهذا هو الوقت المناسب للمشاريع الثورية. لكون الوضع مهيأ للتحول إلى ثورة، إنه وقت الحصاد الذي ينتظر فيه الشعب مشروعاً يمنحه الأمل واليقين بأن التغيير الجذري مطروحا هذه المرة بقوة في أجندة انتفاضته.

جزائر الشعب، ثورة رمزية : جزائران يواجهان بعضهما البعض، جزائر الجنرالات التي فرضت إرادته وإملاءاتها وطريقة وجودها منذ عام 1962. وكان على جيش الحدود، لكي يفرض هيمنته أن يفرض نموذجا للمجتمع حيث استبدلت قيم المجاهد الثوري بسلوك العسكري المطاع لسيده. وحل الجندي محل مجاهد.

إن ثقافة المجاهد هي ثقافة والتضحية والشجاعة والكرم، حلت محلها الثقافة العسكرية، ثقافة السلب والنهب والهيمنة منذ عام 1962، وللتعويض عن نقص الشرعية، لم يقم جيش الحدود إلا بنشر سموم الفساد والقمع والقهر والجريمة، فالوضع الوحيد الذي يعترف به للجزائري اليوم هو وضع الخادم أو المتسول. إن جزائر الشعب تريد استعادة البعد التاريخي لجزائيتنا وبقاء الجزائر كوطن مرهون باستعادة الكيان الجزائري.

إن الشعور بالولادة الجديدة الذي يحمله الحراك هو لحظة إنقاذ : من نحن ؟ نحن ورثة روح المقاومة التي حملها رجال المجد في الأيام الأولى من تاريخنا. بعدها قام عسكر الجزائر بتأميم الشخصيات التاريخية واستشهدوا بها كنموذج، فما قيمة هذه الطبقة المتسلطة مقارنة بهذه الشخصيات؟ وبما أن أمثال الأمير عبد القادر والشيخ الحداد و المقراني و لالة نسومر وغيرهم ممن يستحق الثناء بما لا يقاس من جميع البيروقراطيين مجتمعين الذين يدعون اليوم أنهم ورثته السياسيين، وذألك لكونه فقط خصمًا لألد الجنرالات الفرنسيين المجرمين، أي أولئك الذين قمعوا الثوار الجزائريين في الحقبة الاستعمارية، ما بين 1830 و1871 بشكل دموي. […] إن استحضار هذه الشخصيات لا يمكن إلا أن يؤدي إلى قياس العوز الأخلاقي وانعدام الحس الثوري لولائك البيروقراطيين في الجزائر مقارنة بهذه الشخصيات الفريدة.

في مواجهة البذخ الواضح لجزائر الجنرالات، وعوزها الأخلاقي والفكري، وازدرائها للشعب، واللاحياة التي يزرعوها، وفي غياب أفق الانفراج والجحيم الاجتماعي الذي يكابده الجزائري، فمن الإنصاف أن نظهر لهم ذألك دون أدنى تساهل أو احترام.

في مواجهة سرقة السجل الثوري المشرف للمجاهد وتحويله إلى سجل تجاري، فإن جزائر الشعب تريد الدفاع عن القيم البناءة لورثة روح المقاومة، لنريد بذألك أن يصبح جزائريو الغد جيل « أبناء البناء » الآباء المؤسسين للجزائر البديلة.

إن القيم التأسيسية التي ناضل آباؤنا وضحوا من أجلها لا تزال ذاتها قيمنا: الشرف والكرامة والعدالة، إذ أن التعطش للعدالة والمساواة يسكن الجزائري منذ عام 1830، ولم يكن هناك شعب عانى من العنف في تاريخه كمثل الشعب الجزائري منذ زمن الاستعمار الخارجي إلى زمن الاستعمار الداخلي.

ماذا أراد الجزائريون في 1954 ؟ وماذا يريد الجزائريون منذ 2019 ؟ يريد الشعب الجزائري حياة كريمة مع الشعور بأنهم في وطنهم الجزائر لأن الجزائر لا تقتصر على جنرالات المافيا أولائك، وقطاع الطرق واللصوص والفاسدين وتلك النخبة من أصحاب الامتيازات الذين يستثمرون في ضمائرهم. في مواجهة ذألك لا يزال هناك رجال و نساء في الجزائر وهم رجال ونساء الشعب كمثل كل الرجال والنساء الذين يواجهون العصابات اليوم على حساب حياتهم.

الحراك حامل الثورة : إن جزائر الجنرالات و جزائر الحراك المؤسساتي، تستخدم كل طاقتها لإجهاض الحراك وإعادة إنتاج الوضع الراهن المكرس وإدامة النظام، لكن جزائر الشعب تريد إحداث نقلة نوعية للحراك بدعمه حتى النهاية، لتنبعت منه ثورة شعبية لتؤسس ركائز « الجزائر البديلة ».

ومن أجل هذا المسعى النبيل، وانعكاسًا للروح الوحدوية للحراك، تدعو جزائر الشعب إلى تشكيل جبهة مناهضة للنظام وهذه الجبهة المناهضة للنظام التي يؤسس لها الحراك تمثل منعطفا في تاريخنا السياسي. لترفع القناع بشكل نهائي عن طبيعة النظام الإجرامي، المناهض للديمقراطية ومعادٍ للشعب بشكل أساسي بجميع الصفات التي يستخدمها كالدعاء بأنه ديمقراطي وجمهوري و درع شعبي و حديث و تقدمي، لتتبخر كل هذه التوصيفات المزعومة في مواجهة الواقع المعاش. إذ تتجلى للناس إننا نحن المجموعة الوطنية « جزائر الشعب » التي تعتبر مثالية في عقليتها المدنية ونضجها مدفوعة بالرغبة في تغيير سياسي جذري.

هذه الجبهة المناهضة للنظام هي الاسم الآخر للميثاق الجمهوري لتحقيق جزائر الشعبينعم فيها الجميع :

مبادئ لوحدة الديناميكية

1)              حماية مكتسبات إيفيان : الوحدة الترابية ووحدة الشعب الجزائري : هذه الإنجازات ليست واضحة فحسب بل هي ثمرة إرادة تاريخية صاغتها المعاناة والنضال والتضحيات، ومن هنا ترسخت قداسة وحدة الشعب ووحدة التراب الوطني ووحدة العلم. وحتى لو كانت تلك القوى غير الشرعية قد أضعفت الشعور الوطني منذ عام 1962 إلى حد أنها أصبحت علامة على اختفائها فنحن مُدينون لجيل آبائنا ومهمتنا بالعمل على ترسيخ هذه الإنجازات والمكتسبات بمنحها الحياة والازدهار.

2)              الراديكالية الثورية: إن هذا النظام ومن خلال كل أزمة يتمكن من تجديد نفسه بشكل من الأشكال الأخرى للطغيان وبعد كل أزمة يزداد قمعا ووحشيتا، لدرجة أصبح فيها أكثر عنفا وقهرا (بعد 5 أكتوبر 1988 وبعد 22 فبراير 2019). إن إمكانية استمرار النظام هذه ما هي إلا ترجمة لغياب التغيير الجذري والعميق. إنها ليست مسألة تغيير الرئيس أو فرد من الأفراد داخل الحكومة، بل هي مسألة نظام سياسي متعفن. إن الراديكالية في التغيير تفرض علينا مقاربة ثورية وغير سياسية. لقد جربنا في الماضي مسار الانتخابات، وهذه مقاربة ديمقراطية، إن الانقلابات التي شهدتها أفريقيا مؤخراً تشهد على أن الحداثة السياسية في غياب السيادة الحقيقية لا تعني الاستقرار ولا التنمية. إن حالة الجزائر أكثر تعقيدا لأن القوة المرئية للواجهة الديمقراطية تعتمد على القوة الحقيقية وغير المرئية للجيش. لكن يبقى المنطق ليفرض علينا بأن السيادة الحقيقية لا يمكن أن تكون إلا شعبية. لقد حان الوقت ليتحمل الشعب مسؤوليته. الثورة هي الانتقال من سيادة إلى أخرى: من سيادة الجيش إلى « السيادة الشعبية ».

3)              لا للإيديولوجيات في المرحلة الثورية: من خلال الرغبة في الوحدة من أجل تحقيق التغيير الجذري الذي يظل المطلب الأساسي ذو الأولوية القصوى للحراك، ليس للأيديولوجية مكان في هذه المرحلة الثورية من الحراك. الأيديولوجيا هي في جوهرها جدل صراعي، وبالتالي مصدر انقسام، وفي حالة الجزائر، هذا مرادف للتشرذم. إن أي توجه أيديولوجي، في الوضع الحالي، هو تفسير خاطئ وترجمة خاطئة للحراك الثوري. أي مشروع اجتماعي يجب وضعه بين قوسين في إطار الحراك واستخدامه في رؤية أيديولوجية تسبق وجوده. وبالتالي فإن القراءة الجيدة  » لحراك الشعب  » ضرورية ومفيدة في نفس الوقت، فالحراك الشعبي ليس له لون سياسي، لذا فإن توجيهه أيديولوجياً يعني موته.

4)              تفرد العلم، الثورة بعلم واحد وموحد:

ولدت الجزائر المستقلة بعلم واحد. إنه رمز وحدتنا ووجودنا كأمة ذات سيادة ولذلك فإن الجزائر المستقلة لا يمكن فصلها عن هذا العلم، وترتبط المشاعر الوطنية ارتباطاً وثيقاً بهذا العلم، لأنه كلما ظهر في مظاهرة خلال فترة الاستعمار، سفكت الدماء من أجله. في 21 مارس 2019، رفع رجل لا يمكن لأي عاقل أن يشك في ولائه أو جزائريته أو أمازيغيته أو قوميته، العلم الوطني كرمز للعمل الموحد، في اللحظة الأكثر سياسية في تاريخنا المستقل، عندما نشأ الإجماع الشعبي على اعتبار السلطة « السبب » في تخلفنا، ظهرت مسألة الهوية؛ جلبت المزيد من الارتباك والغموض وعدم الوضوح.

العلم الوطني هو رمز جزائيتنا التي ترمز إلى شخصيتنا التاريخية : البربرية – الإسلامية – الجزائرية.

كانت الدول العريقة التي ترفع أعلام ورايات متفرقة موجودة قبل توحيد تلك الدول في إطار قومي أو وطني، لكن بعد وحدتها اختفت تلك الأعلام في إطار ظروف تاريخية خاصة بكل جهة، واعتمدت كل هذه الدول العلم الأوروبي رمز لوحدتهم وانتمائهم الحضاري، لكن في الجزائر ظهرت الراية القبائلية بعد العلم الوطني، أين يطرح السؤال الوجيه والمشروع. إن نظرة جزائر الشعب تصبوا إلى جزائر ذات سيادة حقيقية قد تقرر عبر السيادة الشعبية بالاتفاق مع دول المنطقة، إلى أن تطفو هذه الشارة كراية توحيد في جميع أنحاء شمال إفريقيا على شاكلة تكتل دول الإتحاد الأوربي لنبعث من جديدة مشروع نجم شمال أفريقيا.

5)              لا للنداءات المجهولة : إن أكتوبر 1988 هو المثال الحي، والأمل الذي أثير ثم انتهى بحمام من الدم و يوم 22 فبراير 2019 هو أيضًا جزء من هذا المنطق المجهول. إذا كانت الشرطة السياسية في الجزائر لا تستطيع أن تسيطر على الواقع برمته، فإن سيطرتها على الفضاء الاجتماعي واقع معاش، وليتبين بعد ذألك أن النداءات المجهولة لا تنجح أبداً في تحقيق أهداف الغضب الشعبي، بل تعمل بالأساس على إدامة النظام وبالتالي القوة المجهولة، هي الراعية للنداءات المجهولة.

6)              المشروع الثوري يسبق الشارع : وهذا المبدأ يكمل المبدأ السابق ويعطيه معنى. ولم يخرج الجزائريون منذ عقود إلا للتظاهر، لكن دون أن يؤدي ذلك إلى تغيير النظام السياسي القائم، لأن المشروع إما يكون معدوما أو حزبيا، لقد حان الوقت لإعطاء الأولوية للمشروع الثوري، وبالتالي للتنظيم. وهكذا تكون المطالب والشعارات محددة سلفا لأنها وضعت بالفعل في رؤية ثورية شاملة وهادفة.

ملاحظة هامة : تناشد « جزائر الشعب » كل الناشطين في هذه المرحلة بعدم تعريض أنفسهم للخطر، خاصة بدون أي مشروع وتنظيم. لم تكن السلطة أبدًا هشة ويائسة كما هي الآن، ولهذا السبب فإنها تعمل على خنق أي صوت معارض و الوضع الحالي يشبه ما عاشه الناشطون الثوريون في خمسينيات القرن الماضي، فلا تعرضوا أنفسكم أخواتي وأخواني الجزائريون لخطر التظاهر والخروج العشوائي لتجنب السجن، بل نظم نفسك لتشكل قوة للاستعداد لليوم الكبير والفاصل. وعندما يغدو الوضع ثوريا فإن جزائر الشعب ستتحمل مسؤولياتها. إن عدم الرد على النداءات المجهولة هو في حد ذاته علامة على النضج السياسي والانتصار الأولي على الشرطة السياسية و الشرطان الأساسيان وراء كل دعوة فعالة هما: تحديد مصدر الدعوة ومصاحبتها بمشروع ثوري شعبي.

7)              السلمية كإستراتيجية ثورية : إذا كانت فلسفة التاريخ الحديث برمتها تشهد على أن العنف مؤسس لما بعده وأن المهيمن عليه يلجأ بالضرورة إلى العنف في نضاله من أجل حقه في الاعتراف، فإن اختيار السلمية في الجزائر تبرز بكل قوة كاستراتيجية ثورية وكخيار يستجيب لفهم الواقع السياسي في الجزائر حيث العنف متجذر بعمق في اللاوعي الجماعي ويجد جذوره في الصدمة الاستعمارية وهذا الاختيار مستوحى أيضًا من تاريخ الاستقلال حيث غيّر الشعب المسالم والشعبي مجرى التاريخ (في مايو 1945، في ديسمبر 1960، في أكتوبر 1961) وفي كل انتفاضة، سلمية، و هو أعزل الأيدي، ليستولي الجزائريون الذين تركوا أحيائهم المنعزلة في أحيائهم المحرومة ليتوجهوا للتظاهر في الأحياء الأوروبية : التي تعتبر مساحة حيوية للسلطة الاستعمارية.

إن السلمية هي خيار فلسفي وإستراتيجية لإعطاء صفعة على وجه السلطة ولمسانديها وعملائها الذين يعتبرون الشعب الجزائري غير ناضج وغير متحضر في حين فإنه من المرجح أن يكتب هذا الشعب مرة أخرى واحدة من أجمل الصفحات في تاريخ تحرير الشعوب الذي صنع السلمية بالمفهوم الثوري.

 

 

8)              الفاعل الثوري للتغيير هو الفرد المواطن :

تتطلب كل ثورة وجود فاعل ثوري (قائد كاريزمي، مجموعة، طبقة، مؤسسة…). في التاريخ الحديث، في حالة إسبانيا بعد وفاة « فرانكو »، لعبت المؤسسة الملكية الدور الموحد المرافق للتغير، وفي حالة إيطاليا، أدت عملية « الأيدي النظيفة » التي بدأتها المؤسسة القضائية إلى تقويم إيطاليا والمضي بها في الطريق الصحيح، وفي بولندا كانت الحركة النقابية قد جسدت صورة التجديد. أما في الحالة الجزائرية، يجب أن ندرك أنه لا توجد مؤسسة قادرة على القيام بهذه المهمة. خاصة وأن الحراك يحتوي تقريبا المجال السياسي برمته حيث تشكل الأحزاب السياسية عاملاً معيقاً أكثر من كونها عاملاً للتغيير: من سيكون إذن الفاعل الثوري؟ وكما كان الحال في الحقبة الاستعمارية، فإن المواطنة غائبة في الجزائر. هناك أفراد يكون بعضهم أكثر مساواة من الآخرين. الأغنياء، الظالمون، المتميزون، السادة ثم يقابل ذالك في كفة أخرى المتمردون، الملعونون، المستبعدون، الحراقة، أي أن جميع الفئات المجتمع موجودة باستثناء فئة المواطنة.

9)              رجل الشعب الجديد هو الفرد المواطن : « الحراكي » الذي يطمح إلى تأسيس المدينة والمواطنة المصاحبة لها. هؤلاء المواطنون الأفراد يسكنون الجزائر وسيكونون الجهات فاعلة في التغيير.

هذه الجبهة المناهضة للنظام، وهذا الميثاق الجمهوري لجزائر الشعب يميل إلى إحياء الأمل في إمكانية حدوث تغيير جذري وشامل وبالتالي تنشيط حركة الاحتجاج في الداخل وخلق وضع ثوري مناسب وفي إطار هذا المناخ من الانتفاضة المتمردة والمعممة ضد الاستبداد تنشأ فترة انتقالية حول فلسفة إعادة التأسيس.

10)          الإطار الأساسي لعملية « إعادة التأسيس » هو ترسيخ السيادة الشعبية :

إن ثمرة « الجزائر البديلة » للاستراتيجية الثورية الشاملة لهذه الجبهة المناهضة لنظام الاستبداد، سوف يكون لها هدف واحد وهو ترسيخ السيادة الشعبية بشكل نهائي باعتبارها الإرادة السياسية الوحيدة، ففي عام 1962، استولت جماعة جيش الحدود على السلطة ملغية السيادة الوطنية بالقوة. ومنذ ذألك التاريخ، كرس هذا الجيش سلطته باعتباره المالك الحقيقي للسيادة الوطنية وفرض إرادته وخياراته؛ وعليه فالرفض القاطع عام 2019 للاستجابة لمطالب الشعب المشروعة وفرض الشرعية الدستورية المزعومة التي أسسها والتي يسيطر عليها. إن الجيش يشهد ويشير إلى أن الشعب ما هو إلا ملحق لوجوده وإرادته وآلية وجوده كإرادة سيد المكان ولذألك يتمثل الحراك الثوري كإرادة شعبية في إحداث نظام جديد وسيادة جديدة والمتمثلة في سيادة حقيقية ألا وهي السيادة الشعبية.

إن إرساء السيادة الشعبية يعني استكمال عملية التحرير التي بدأت في نوفمبر 1954. ويعني الاعتراف بأن الشعب الذي حرر الجزائر قادر على بنائها وازدهارها. فلا الطليعة ولا الأبوية ولا الطفولية ستتصدر المشهد في الجزائر البديلة باعتباره السلطة السياسية الوحيدة القادرة على اختيار سيادة الشعب عبر الاقتراع العام الفاصل بين كل المشاريع السياسية المطروحة في الفضاء السياسي في المرحلة الانتقالية.

إن إعادة البناء تعني إعادة التفكير بشكل جذري في وجودنا في العالم. ولنستعيد شخصيتنا الجزائرية التي ضُللت تماما بجزائر الجنرالات في مواجهة الثقافة العسكرية لجزائر العسكر، المتمثلة في ثقافة السلب والقمع والازدراء. وبذألك فإننا ندافع عن الثقافة الشعبية لجزائر الشعب؛ ثقافة التنوير، ثقافة رجل الشعب، ثقافة الجزائري الأصيل، ثقافة الجزائري المقاوم، المتميز بالشرف، والكرم والكرامة والعدالة.

إن الإيمان بجزائريتنا يعني قبل كل شيء الإيمان بقوة، بأن رجل الشعب المحتقر والمجروح عانى الكثير في تاريخه، ولا يزال يأمل في أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه الجزائر وطنه حقًا. إن استعادة جزائريتنا ستجعل هذا الأمل حقيقة مؤكدة.

11)          لا للتدخل الخارحي : يجب أن نفرق بين التعاطف مع الدول و الجمعيات مع القضية الجزائرية وكذالك اللجوء إلى المحاكم الدولة فيما يخص محاكمة المجرمي الحرب أو ماهبي المال الشعب، وكذالك لا نقبل بأي شكل من الأشكال التدخل الخارجي سواء من أجل مساعدة النظام العسكري أو أي جهة داخل المعارضة في الجزائر…

12)          وحدة دول شمال إفريقيا :   يجب علينا بناء و تأسيس تكتل قوي في شمال إفريقيا من أجل الصمود في وجه القوى الكبرى وتأسيس إقتصاد قوي و إكتفاء غذائي و أمني …. لكي نخرج نهائيا من التبعية الخارجية …

13)          المصدران السياسيان التاريخيان لعقيدتنا في إعادة التأسيس:

أ‌-                نداء 1 نوفمبر 1954 : استعادة الدولة الجزائرية ذات السيادة الديمقراطية الاجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية.

بإعطاء الأولوية هذه المرة لاستعادة الكيان الجزائري وتأسيس السيادة الحقيقية: سيادة الشعب

ب‌-             عقد روما 13 جانفي 1995 : لا تزال هذه المنصة ذات صلة بشكل رئيسي في الجزء « أ » من الإطار والقيم والجزء « 5 » الذي يعود أصلا إلى السيادة الشعبية. ومن خلال إدارة ظهره لهذا العرض السياسي، فقد وضع النظام نفسه، بحكم الأمر الواقع، خارج معنى التاريخ، وموقفه يشبه موقف الفرنسيين في الجزائر الذين لم يعترفوا قط بأي سيادة أخرى غير سيادتهم في الجزائر.

وبدلاً من الأحزاب السياسية التقليدية، فإن الموضوع التاريخي في الحراك الشعبي هو الفرد المواطن.

نداء جزائر الشعب

أيها الجيل 22 فبراير، مهمة إعادة البناء تقع على عاتقكم. استيقظ وانهض. الكفاح بكرامة، بعدل وسلم. لا تعترف أبدًا مرة أخرى أن رجلاً أو مجموعة اجتماعية تسمح لنفسها بمخاطبتك  » حررناكم، داويناكم، قريناكوم، علمناكم، سكناكم… ». لا تعترفوا ولا تستمعوا أبدا إلى مثل هذه العبارات المنحطة، أنه في بلد دفع فيه آباؤكم وأمهاتكم ثمن التضحيات الباهظة، توجد عائلة ثورية تتمتع بالامتيازات وتهين قيم المجاهدين. في الجزائر، من خلال نضالكم التحرري، لن يكون هناك سوى فئة واحدة من السكان الجزائريون.

نموذج الدولة الديمقراطية ؟ صحيح أنه ليس لدينا في مخيلتنا الاجتماعية نموذج الدولة المدنية في تاريخنا الماضي التي يمكن من خلالها ارشدنا في الحاضر والمستقبل ولكننا ورثنا روح المقاومة التي طبعت تاريخنا وأورثتنا صفحات مجيدة تصنع شرفنا ومجدنا، أمثال روح يوغرطة، الأمير عبد القادر، المقراني، بن مهيدي ماتزال تحركنا إلى يومنا هذا، إن هذه الشخصيات الشجاعة، والمعروفة بكفاحها التحريري، كانت لها نفس الحلم، حياة كريمة و العيش بحرية وآمان في بلدها. اليوم، هل يمكننا أن نعترف بأن هذا الحلم لطخه هذا النظام المتغطرس الذي خان أمانة هؤلاء الرجال؟ ما هي القيم الأخلاقية لـ »محتلي السلطة » وإلى أي مدرسة فكرية ينتمون؟ إن الحكمة الشعبية واضحة : إنهم لصوص ومجرمون.

جيل 22 فبراير، جيلنا لم يفشل بل تعرض للخيانة. لقد جعلنا نعتقد أن القوة التي تم تركيبها عام 62 كانت ستكمل عملية التحرير، واستغرق الأمر منا بعض الوقت لندرك أنها لم تحل إلا محل المستعمر، بل وأسوأ من ذلك. لأنه في زمن الاستعمار، لم يسمح أي قائد عسكري فرنسي لنفسه بلقب RAB DZAïR. كيف يمكننا أن نعترف أنه في هذه الأرض المباركة، التي تسقيها دماء الجزائريين، يتصرف الأفراد مثل الآلهة. هل هذا مقبول؟ هل هذا معقول؟

إلى متى سوف سنتحمل هذا العبء ؟ إلى متى سنقبل أن الأفق الوحيد لشبابنا هو المغامرة القاتلة في البحر الأبيض المتوسط والحرمان من الميراث في أوروبا التي تغلق أبوابها في وجه الأجانب. إلى متى سنقبل أن بلداً غنياً مثل بلدنا يصنع « اللاحياة »، ويكون المنفى فيه مشروع حياة ويتيح لأقلية سهولة الحياة ويهين الشعب؟ إلى متى سنقبل أن تقرر مجموعة مجهولة من يدخل الجزائر ومن يخرج منها؟ إلى متى سنقبل أن يتحدث نظام معادي للوطن باسم الجزائر ويسجن ويعذب حاملي الأمل. إلى متى سنتقبل أن القوة الحقيقية تظل غير مرئية؟

أيها الجيل 22 فبراير : نحن في حالة طوارئ. وجود الجزائر محل السؤال: هل ستنجو الجزائر؟ نستعير هذا العنوان من موريس فيوليت. وكان يقصد بهذا اللقب الجزائر الفرنسية لأن الحزب الاستعماري كان يقود سياسة انتحارية في الجزائر. إن ورثتهم، آخر الأقدام السوداء، ممثلو جنرالات الجزائر يشكلون تهديداً حقيقياً لوجود الجزائر. كل الطاقة التي ينشرها هذا النظام هي فقط في خدمة الجمود. إن هذا الجمود السياسي هو انتحاري مثله مثل الجمود الذي يعاني منه الحزب الاستعماري. من أزمة إلى أزمة، ومن كارثة إلى كارثة، وكل واحدة منها أكثر تدميرا من سابقتها، وما لها إلا مشروع سياسي الجريمة وتقاسم عائدات النفط، فالأزمة القادمة، ومن المؤكد، ستوقع نهاية الجزائر . لقد أصبح الوضع أكثر تفجرا مما كان عليه في عام 62. والخطر أعظم. لأنه في مواجهة الجنون المدمر للحزب الاستعماري عام 62، برزت أمنيتان حازمتان: رغبة الدولة الفرنسية ورغبة المقاومين من الداخل.

لقد خان هذا النظام تاريخنا : إن ديننا تجاه جيل الاستقلال هو حماية وتعزيز الجزائر التي ورثناها. وفي مواجهة الاستعمار، جمعت الفكرة الوطنية جيلاً كاملاً لاستعادة الدولة الجزائرية؛ وفي مواجهة الاستعمار الداخلي، الذي يظهر بعد 61 عامًا في صورته الحقيقية: مناهض للشعبية ومعادي للوطن؛ إن حراك الشعب الجزائري يقف لاستكمال عملية التحرير وإقامة السيادة الحقيقية.

أن تكون جزائرياً أو لا تكون ؟ كلمات والد إبراهيم العلمي، بعد الحكم القضائي الصادر ضد ابنه « الآن شعرت أنني لست جزائريا والجزائر ليست وطني »، تتحدينا: ماذا نفعل ؟

لقد انتهى وقت التعاليق والتحاليل السطحية : لقد حان الوقت للعمل الثوري. إلى المشروع الثوري. لذلك للمنظمة. إن جزائر الشعب في مرحلتها الأولى التي انتهت في يوليوز تطلب عضويتكم. أولئك الذين يدركون أنفسهم بروح وفلسفة جزائر الشعب سوف يعرّفون عن أنفسهم ويوقعون « حراك جزائر الشعب ». إن دمج الحراك في رؤية ثورية يعني تحديد هدف له: التغيير الجذري.

المرحلة التالية : ستعقد الجزائر الشعبية مؤتمرها إما في ديسمبر 2023 أو فيفري 2024 لتحديد الشكل الذي ستتخذه وفلسفتها الثورية. وفي غضون ذلك، نعتزم تنظيم ندوة حول « القرارات العامة حول الجزائر » لتسليط الضوء على الحاجة إلى الوحدة المناهضة للنظام وننتظر دعمكم ومقترحاتكم على موقعنا : https://silmiya.net/

أو بواسطة الإيمايل جزائر الشعب : algériedupeuple@gmail.com

ولم تكن الرغبة في الوحدة والتضامن والنشوة الجماعية واضحة كما هي الحال اليوم في الحراك الشعبي. هذه اللحظة أصبحت منحوتة في وعينا. لقد أعدنا التواصل مع تاريخنا وجزائريتنا وأبطالنا ثوراتنا الحقيقيين ونريد إحياء حلمهم بجزائر غير قابلة للتجزئة وعادلة ومزدهرة. جعل هذا الحلم شغفنا. لقد حلموا باستقلالهم، وعلينا أن نحلم باستقلالنا. يا جيل 22 فبراير أنتم ورثة هذه الأرض ومستقبلها. الأمر متروك لكم لرسم مصير جديد. من المقاومين إلى البناة. أنتم قادرون على ذلك التحدي. لتجنب الانهيار الشامل وانهيار الجزائر، الأمر متروك لكم لتحمل مسؤولياتكم.

الآن او ابدا.

 

 

 

 

Algérie du Peuple : Généalogie d’un concept ?

Le 12 décembre 2019 acte la naissance de l’Algérie du peuple. Cette date est symboliquement chargée dans l’histoire politique de l’Algérie car c’est la première fois qu’une large majorité de la population exprime son rejet radical des élections en clamant haut et fort : « Pas de vote avec les gangs ». Pour la première fois, le voile est définitivement levé sur la véritable nature du système politique en Algérie. Car, aucun des épithètes utilisées jusqu’ici ne lui correspond (dictatorial, autoritaire, militaire, militaro-policier, politico-militaire, illisible, opaque…). Et même l’épithète révolutionnaire d’antinational[1]survenu au temps du « Hirak » sous la plume d’une figure du pouvoir n’a pas atteint sa quintessence. Mais le bon sens populaire, à travers ce slogan historique « Pas de vote avec les gangs » nous livre son vrai visage : un système mafieux, criminel et prédateur. Dans l’absence d’un commandement centralisé, ce système est composé de clans frontalement opposés qui ont souvent recours à la rue-au mouvement social- pour régler leurs différends. Nous avons lu dans ce slogan, pour une fois, le véritable diagnostic du mal algérien ; il fallait donc lui donner une traduction politique. Il met en jeu l’existence de deux camps : celui du refus et le camp contre lequel ce refus est prononcé.  Le camp du refus représente la grande majorité du peuple. Il fallait le transformer en un camp politique prenant conscience de son existence. Une existence qui se pose en s’opposant à celle des Gangs. Cette opposition donne naissance à une véritable révolution symbolique car chaque camp a sa propre philosophie. « Pas de vote » représente l’Algérie du Peuple » et « avec les gangs » l’Algérie des Généraux. Ce slogan, donc, marque une frontière symbolique entre deux Algérie : l’Algérie du Peuple et l’Algérie des Généraux.  Cette symbolique révolutionnaire pose le sceau définitif sur l’existence de deux Algérie :

L’Algérie du Peuple et l’Algérie des Généraux.

Physiquement. Ces deux Algérie existent. L’Algérie des Généraux, celle de Club des Pins, celle du pouvoir et des privilèges ; l’Algérie du Peuple, celle des déshérités, des damnés de la terre et des harragas. L’Algérie des Généraux, l’univers du Pouvoir et l’Algérie du Peuple, celles et ceux qui le subissent.

Historiquement. Le présent mime le passé. Hier l’Algérie des Colons et l’Algérie des indigènes et aujourd’hui l’Algérie des Généraux et l’Algérie du Peuple. Club des Pins n’est que l’autre nom des quartiers européens (la ville européenne) et l’Algérie réelle l’autre nom des quartiers ségrégués et des bidonvilles (la ville arabe) et l’Algérien méprisé au temps de la colonie l’est encore au temps de « l’indépendance ».

Si les évènements du 10 et 11 décembre 1960 ont acté définitivement la naissance du Peuple algérien face à une idéologie impérialiste qui voulait nier son existence, le slogan, du 12 décembre 2019, à son tour, acte la naissance de l’Algérie du Peuple.

Symboliquement. La scène algérienne est une scène théâtrale tragique. Deux volontés se font face. Hier la volonté coloniale face à la volonté indépendantiste et aujourd’hui la volonté du « Système » contre la volonté populaire. La concordance des deux temps s’impose : le temps de la colonie et celui de l’indépendance. En clamant, le 5 juillet 2019, sur les rues d’Alger, le mantra « Le peuple veut l’Indépendance », le peuple atteste et signe que l’Algérie est un pays encore occupé. Nous sommes, le seul peuple, dans l’histoire contemporaine, à avoir revendiqué deux fois dans son histoire : l’indépendance[2].

La scène tragique met en scène deux volontés frontalement opposées s’excluant l’une l’autre et ne pouvant cohabiter dans le même espace. Et rien de grand ne peut advenir dans cette situation. Le dépassement est nécessaire et salutaire. Durant la période coloniale, il s’est effectué par le mouvement indépendantiste qui s’est soldé par une guerre de libération.

Depuis 1962, le système actuel, symbolisé à l’époque, par l’Armée des Frontières s’est imposé par la force des armes sur la scène politique. Cette armée dans la peau d’une armée de conquête[i][3]et de pouvoir a marché sur Alger en semant la mort. Et depuis, cette Armée ne fait qu’imposer sa volonté en étant le seul vrai acteur politique, économique et social.

Face à cette volonté, la Résistance n’a jamais cessé et s’est manifestée depuis 1962. Ella a pris des formes multiples (des personnalités historiques les années 60 puis une opposition partisane (de gauche et islamique) pour se cristalliser en 2019 dans le « Hirak ». Il se présente comme un moment historique dans l’histoire de la contestation populaire car il en est la synthèse. Pour la première fois dans notre histoire, une contestation fut globale, massive et unitaire. Le Hirak opère comme une césure. Il coupe notre histoire en deux. Il y a un avant et un après le Hriak. C’est un évènement philosophique indispensable et un horizon indépassable pour lire et comprendre la réalité algérienne présente et future. Si penser c’est comprendre le réel pour le transformer, s’impose à nous alors une bonne lecture et interprétation du « Hirak ». L’après Hirak est tributaire de cette lecture. Le moment est historique car il est destinal : l’Algérie de demain découlera de cette lecture.

Puisque le Hirak est la synthèse du politique en Algérie, l’Algérie du peuple propose une compréhension historique du Hirak.

  1. Au préalable, quelques questionnements :

Peut-on supposer qu’un soulèvement populaire de l’ampleur du Hirak puisse être un mouvement spontané[4] ? Alors que le divorce entre l’Armée est le peuple était acté et irrémédiable[5] à la suite des évènements d’octobre 1988, et juin 2001 en Kabylie ainsi que ceux de la sale guerre, surgit le slogan de la célébration fraternelle entre l’Armée et le peuple « Djeich –Chaab Khaoua Khaoua » pour lui donner une virginité et l’habiller d’un rôle salvateur aux premières heures du Hirak ? « Djeich- Chaab Khaoua Khaoua » est-il un slogan populaire ? En 2011, dans le sillage du printemps arabe, José Garçon, journaliste à Libération, en couvrant les manifestations à Alger relevait «Jamais personne n’aurait l’idée de crier « Bouteflika dégage », s’amuse Hakim. Ici, le Président est interchangeable[6].» ; comment expliquer alors que le Hirak à sa naissance s’est focalisé sur le non au 5ème mandat ? Bouteflika, ya el Maroqui makache ouhda Khamsa (Bouteflika le marocain pas de 5ème mandat) peut-il être un slogan populaire ? Le pouvoir s’est autorisé la paternité du Hirak en le qualifiant de Hirak béni et original et déclarer après sa fin (le Hirak est mort-fini) car celui-ci a atteint ses objectifs par l’imposition de Tebboune ; n’est-il pas temps de reconnaître qu’au sein du Hirak coexistent deux forces opposées : celle du Hirak institutionnel et celle du Hirak populaire ? Comment expliquer la rencontre « complotiste » du 30 mars entre Toufik « le retraité », Saïd Bouteflika et Louisa Hanoune ? Avant de questionner la réaction de Gaïd Salah à l’encontre du drapeau Berbère contournée et condamnée par le verdict et la sagesse populaire, comment expliquer son apparition et sa présence dans un moment hautement politique ? Sa présence, à ce moment de l’histoire, n’apporte- t-elle pas plus de confusion que de clarté ?

  1. Le Hirak : une scène tragique :

Deux volontés, deux forces occupent la scène : le Hirak institutionnel et le Hirak populaire. Le premier acte de cette tragédie s’est effectué dans le Hirak institutionnel par l’assassinat de Gaid Salah et la mise à l’écart de son clan. (Pas de mort naturelle avec les gangs). Il s’est clôturé le 12 décembre 2019 par la nomination de Tebboune. Le deuxième acte de la tragédie est en cours ; il oppose les acteurs du Hirak institutionnel (les Gangs), au Hirak populaire. Force est de reconnaître que depuis 1962, le système a survécu à toutes les crises et dans chaque crise il se régénère. Les crises apparaissent comme une condition de son renouvellement. Une autre manière de dire qu’il en est l’instigateur.  Mais contrairement à toutes les autres crises, la spécificité du « Hirak » a profondément déstabilisé le régime qui se trouve totalement paralysé et dans une impasse : il ne peut ni se maintenir ni se réformer, ni céder le pouvoir ni l’exercer[7].

Le pouvoir a pu se régénérer après chaque crise car en face ne s’est jamais trouvé une force sociale radicale et inclusive ?  Le Hirak populaire peut-il se transformer et devenir une force alternative ?

Si octobre 1988 fut le soulèvement de l’espoir, le Hirak 2019 peut-il être celui du changement ? Si le Hirak atteste que nous n’avons pas pu bâtir une génération révolutionnaire car le pouvoir pour perdurer a toujours su trouver les outils (répression-menace-corruption…) pour fragmenter le corps social et le fragiliser. Il reste que le Hirak est gros d’une révolution car il porte en son sein le Nouvel acteur révolutionnaire sur lequel je reviendrai.

  1. Messages et philosophie du Hirak.

La vérité philosophique du Hirak s’est cristallisée le soir du 11mars autour du « Yetnahaw gaa3 » (qu’ils dégagent tous). Ce slogan véhiculé par une voix populaire a enveloppé l’espace et le temps algérien. Il traduit toute la colère d’un peuple et son attente. Des distances astronomiques séparent les deux slogans de « Bouteflika dégage » (non au 5eme mandat) au système dégage (Bouteflika dégage, Toufik dégage, DRS dégage, partis dégage, assemblée dégage …..). Le «Tous» traduit une radicalité révolutionnaire, d’une ancienne gouvernance à une nouvelle, d’une souveraineté à une autre, d’une volonté à une autre. Cette radicalité exclut de facto le pouvoir de toute idée de négociation future. Le Hirak est comparable dans notre histoire à l’après 8 mai 1945. L’ensemble des acteurs politiques de l’époque étaient totalement convaincus que la voix politique est sans issue face au colonialisme. L’impasse algérienne d’aujourd’hui renvoie à celle des années 50. La voix révolutionnaire s’impose.

Le Hirak et Renaissance de l’Algérianité. Par son caractère global, massif et unitaire, nous avons retrouvé dans l’esprit du Hirak notre dimension collective. Nous faisons peuple. Nous avons retrouvé la joie d’être ensemble dans des moments de communion. Sous le règne de ce système, le peuple héroïque de 1962 est devenu le peuple-objet, une masse soumise à son chef, le populisme autoritaire des années 70 au peuple-enfant, jugé immature, incivique, chaotique qu’il faut donc discipliner et éduquer sous Bouteflika. Par son exemplarité, le Hirak a forcé l’admiration du monde et a démontré que le système, en l’occurence l’Algérie des Généraux, est le vrai obstacle qui s’oppose à ce désir de changement pleinement revendiqué par les protagonistes du Hirak.

Trois grands moments historiques caractérisent la présence au monde de notre Algérianité. De « Tahya el Jazaïr » en 62, Pauvre Algérie et la négation de soi en 99, à « Nous sommes en train de revivre » en 2019. Cette revivification de notre Algérianité doit prendre forme et s’inscrire dans le réel.

Le Hirak et la politique. Par sa globalité et étant la synthèse de la résistance à ce système depuis 62, le Hirak n’a pas donc de couleur partisane. Son seul message politique est son désir de changement et l’appel au changement radical, à une nouvelle forme de gouvernance.

Le Hirak et la politique. Par sa globalité et étant la synthèse de la résistance au système depuis 62, le Hirak n’a pas donc de couleur partisane. Son seul message politique est son désir de changement et l’appel au changement radical, à une nouvelle forme de gouvernance.

Le Hirak et le mal algérien. Le diagnostic est inédit et sans appel. Jamais, lors d’un mouvement social de contestation, l’origine du mal algérien n’a été aussi clairement défini et affirmé. Pour la première fois, l’année 62 est désignée comme la date fatidique du mal algérien. Un groupe en 62 (à leur tête le machiavélique et l’imposteur Boumediene), s’est accaparé du pouvoir, de la légitimité historique et s’est approprié l’Algérie. Ce fut le péché originel[8].  Depuis cette date, la force s’est imposée sur le champ politique et en déployant sa logique, elle a fini par défigurer l’Algérie et l’Algérien[9].

Les Limites du Hirak. Le « Hirak institutionnel » a atteint ses objectifs en imposant Tebboune et en faisant la chasse aux militants du Hirak populaire en vue de l’éradiquer de la scène politique pour asseoir sa légitimité. Force alors est de reconnaître que le Hirak ne portait pas en son sein des potentialités révolutionnaires. Certes, la colère est réelle, profonde et le désir de changement radical légitime, mais comment expliquer que cette colère n’a pas eu de traduction politique ? Pourquoi ne s’est-elle pas incarnée dans une force sociale ? En l’absence d’une force sociale ou politique qui appelle à manifester et en insistant sur la non-représentativité du Hirak (le Hirak n’a pas de représentant), nous sommes tombés dans la tragédie de l’horizontalité. On a fait de la non-représentativité du Hirak une force alors que c’est là sa faiblesse. L’exemple des Gilets jaunes en France est là pour nous enseigner que dans l’absence d’une organisation préalable, la colère sociale ne se transforme pas en force politique.

Que faire pour que le Hirak populaire se transforme en Hirak révolutionnaire ? Si nous voulons cette fois-ci qu’on ne nous vole pas une seconde fois notre Révolution, nous devons respecter l’esprit classique de la théorie révolutionnaire à savoir, Organisation-Agitation-Insurrection-Indépendance. En 1954, les acteurs de l’Appel du 1er novembre (ont inversé la stratégie révolutionnaire (Insurrection-Agitation-Organisation), et depuis cette inversion nous courons derrière l’Organisation. Le congrès de Tripoli en1962 et les divergences qui l’ont accompagné ont définitivement acté la non-naissance du FLN comme parti politique[10]. Un corps sans âme selon Boumediene, en 1988 Chadli a fait appel à Mehri pour ressusciter le cadavre. Nous connaissons la suite. L’ensemble des luttes fratricides qui ont marqué notre guerre de libération et les crises qui l’ont suivie jusqu’à ce jour trouvent en grande partie leur explication dans l’inversion de la stratégie révolutionnaire et l’absence de l’Organisation.

En 2019, nous avons commencé par l’Agitation (Le Hirak). Et depuis 2019, nous courrons encore derrière l’Organisation. La culture de la suspicion, de la méfiance et de la manipulation pour semer la discorde entre les militants afin que le Hirak ne se transforme pas en un corps collectif tel qu’il était en 2019, plus la culture de la répression qui s’abat sur les militants pour les terroriser et éradiquer du champ social l’idée même de la résistance ; ce climat de suspicion et de terreur vise à tuer l’espoir qu’une alternative au pouvoir est possible. L’énergie déployée par le pouvoir est au service de l’immobilisme et de son propre renouvellement. Pour garder cet espoir vivant et dynamiser la scène politique et répondre aux attentes populaires.

L’Algérie du peuple se présente comme étant la résultante du Hirak et son dépassement évolution.

Afin de dépasser le piège de l’horizontalité ( le Hirak n’a pas de représentant, qui es-tu pour parler au nom  du Hirak ?) et les épithètes donnés au Hirak par le pouvoir militaire ( Hirak béni, Hirak originel) et maintenant le Hirak est mort, le Hirak est fini scandés par les partisans de l’Algérie des Généraux ; l’Algérie du Peuple veut doter le Hirak d’un nouveau souffle, d’une nouvelle vision, d’une vraie espérance : le Hirak de l’Algérie du Peuple. L’Algérie du Peuple comme principe organisationnel et le Hirak comme mise en mouvement, traduction et personnification de l’esprit révolutionnaire de l’Algérie du Peuple.

La Philosophie de l’Algérie du Peuple. Elle repose sur trois grands axes qui se sont déployés depuis sa naissance en décembre 2022 jusqu’à juillet 2023.

  1. Le problème algérien: Il s’agissait dans la première approche de définir le problème algérien. Cela nous a conduits à choisir pour notre premier rassemblement le Palais d’Egmont à Bruxelles le mois de février 202. Le Palais d’Egmont répond à la thématique principale du problème politique en Algérie : la question de la Souveraineté. Qui est souverain en Algérie ? Nous sommes revenus sur le même lieu où cette question fut posée dans le discours du 10 février 1927 : qui est souverain en Algérie ? L’impérialisme français ou le peuple algérien ? En formulant la bonne question, le problème algérien est devenu clair. L’idée de l’indépendance est née, la guerre de libération n’est que sa traduction effective. L’Algérie du Peuple sur les traces de l’Etoile Nord-Africaine pose la même question : Qui est souverain en Algérie ? Le Peuple ou l’Armée ? L’Algérie du Peuple ou l’Algérie des Généraux ? L’histoire du Hirak répond à cette question lorsque le peuple demandait l’application des articles 7et 8, l’Armée n’a jugé bon que d’appliquer l’article 102. Preuve en est qu’elle se considère comme la dépositaire et la garante de la Souveraineté et elle nie complètement la souveraineté populaire.
  2. Le Redressement historique: Contrairement à la doxa régnante de l’approche culturaliste incriminant le peuple et le présentant comme le responsable de la crise pour le blâmer et le dénigrer ouvrant au sein de la société une lutte horizontale des pauvres contre les pauvres[11], l’Algérie du Peuple adopte une approche différente et considère que l’anomie sociale et la déliquescence de l’Etat avec sa dérive mafieuse ont des raisons historiques. Si c’est dans l’histoire familiale qu’on cherche des explications aux troubles individuelles, c’est dans l’histoire collective qu’on cherche l’explication aux maux sociaux. Nous avons hérité d’une histoire biaisée, tronquée et falsifiée. Les putschistes de 1962 ont pris le pouvoir par la force des armes et ont nationalisé l’histoire. Le pouvoir est devenu l’écrivain de l’histoire et les Algériens dans leur grande majorité sont prisonniers de la lecture officielle ; le temps est venu de regarder notre histoire avec nos propres yeux : le Redressement historique de l’Algérie du Peuple contre le Redressement révolutionnaire de l’Algérie des Généraux. Les trois grands moments qui ont marqué l’histoire politique de l’Algérie sont l’œuvre des trois hommes issus de l’Armée des frontières : Boumediene a inculqué aux Algériens qu’on ne  gouverne qu’avec la force  réactivant l’insulte coloniale « l’Algérien ne comprend qu’avec le Debouze ( la Matraque) , Chadli a introduit l’ignorance et la médiocrité comme facteurs de gouvernance et Bouteflika a clôturé l’histoire de l’Armée des Frontières et  révélé son essence en introduisant l’Argent avec sa phrase immémoriale en pleine campagne électorale en 1999 : «  tout homme s’achète c’est une question de prix ». La corruption est au fondement du système algérien en 1962[12]. Imaginez le peuple algérien depuis 1962 sous l’image d’un homme : Khchine (fruste), médiocre et riche (caricature). L’ère de la fabrication, selon Hanna Arendt[13] propre aux régimes totalitaires a permis à Boumediene de fabriquer une base populaire peuple et de lea modeler à son image[14]. L’Algérie se résumait à son image. Le tiers-mondisme des années 70 ne visait qu’à supplanter l’absence de légitimité intérieure et l’Algérien de cette période, gonflé par un Etat providence, voyait dans l’image de l’Algérie véhiculée à l’extérieur les symboles de sa propre « grandeur ». C’est le même pari que voulait faire Tebboune en misant sur le BRICS : compenser l’absence de légitimité intérieure par une reconnaissance extérieure. Il s’est trompé d’époque. Ce n’est plus le temps des idéologies mais de l’efficacité. Et l’Algérie, à cette époque, jouissait encore d’un capital révolutionnaire universel qui a été dilapidé par l’Armée des frontières du pouvoir. Le redressement historique est l’antichambre de notre nouvelle indépendance. Ce pouvoir a trahi les attentes exprimées dans le soulèvement national en 1954. Nous sommes passés d’une Algérie glorieuse à une Algérie mafieuse.
  3. Le troisième moment clôture la première phase en juillet 2023 intitulé : le temps de la Refondation.

Refonder est la doctrine philosophique de l’Algérie du peuple. En 62 nous avons libéré le pays et instauré la souveraineté nationale en restaurant la souveraineté de l’Etat algérien qui fut la priorité des priorités du manifeste du 1er novembre.  Nous avons failli dans la construction de l’Etat-national. Le même sentiment d’étrangeté qui caractérisait la relation de l’Algérien avec l’Etat-colonial est ressenti dans l’Algérie indépendante, l’espoir « du nous collectif » soulevé par l’enthousiasme de tahia al Jazaïr en juillet 62 est devenu un enfer et l’exil est devenu un projet de vie. Refonder c’est faire revivre cet espoir et lui donner vie. Quatre ans après le 22 février, le moment est venu d’inscrire le Hirak dans une vision révolutionnaire. C’est le moment des projets révolutionnaires. La situation est mûre pour se transformer en révolution. C’est le temps de la moisson. Le peuple est dans l’attente d’un projet qui lui donne espoir et certitude que cette fois-ci, dans son soulèvement, le changement radical est à l’ordre du jour.

Algérie du Peuple, une révolution symbolique : Deux Algérie se font face. Une Algérie des Généraux qui a imposé son diktat et sa gouvernance depuis 1962. L’Armée des Frontières, pour asseoir sa suprématie devait imposer un modèle de société où les valeurs du Moudjahed vont laisser place aux valeurs du Militaire. Le Militaire a pris la place du Moudjahed. La culture du Moudjahed celle de la générosité et du sacrifice a été supplantée par une culture militaire, culture de spoliation et de domination. Depuis 1962, pour pallier le déficit de légitimité, l’Armée des frontières n’a fait que répandre le poison de la corruption, de la répression et du crime ; le seul statut qu’elle admet pour l’Algérien est celui de domestique, de serviteur ou de mendiant. L’Algérie du peuple veut restaurer la dimension historique de notre Algérianité. La survie de l’Algérie dépend de la restauration de l’être algérien. Le sentiment de renaissance porté par le Hirak est un moment salvateur.

Nous sommes les héritiers de l’esprit de résistance porté par des hommes glorieux aux premières heures de notre histoire. L’Algérie des Généraux a nationalisé Abdelkader et l’érige comme modèle : que vaut cette classe politique comparée à ce personnage ?   Comme Abdelkader est incomparablement plus digne d’éloge que tous les bureaucrates réunis qui prétendent aujourd’hui être ses héritiers politiques, ne serait-ce que parce qu’il fut l’adversaire des pires généraux français, c’est-à-dire ceux qui réprimèrent le plus sanguinairement les révolutionnaires de 1848 et de 1871 […] son évocation pourra seulement servir à mesurer l’exacte indigence et le néant révolutionnaire de la bureaucratie algérienne comparée à ce seul personnage[15].

Face à l’opulence affichée de l’Algérie des Généraux, à son indigence morale et intellectuelle, à son mépris du peuple, à la non vie qu’elle a semé, à l’absence d’horizon et à l’enfer social dans lequel végète l’Algérien, il est injuste de leur témoigner la moindre indulgence, le moindre respect.

Face à la spoliation, à « Ma part du pétrole »[16], au « Moudjahid, un fonds de commerce »,[17] l’Algérie du Peuple veut prôner les valeurs constructives. Des héritiers de l’esprit de résistance, nous voulons devenir pour les algériens de demain la génération des pères bâtisseurs, des pères fondateurs d’une Algérie Alternative. Les valeurs fondatrices pour lesquelles nos pères se sont battus et sacrifies sont encore les nôtres : Honneur, dignité et justice. Une soif de justice habite l’Algérien depuis 1830. Aucun peuple n’a été autant violenté dans son histoire que le peuple algérien au temps de la colonisation extérieure comme de la colonisation intérieure.

Que voulaient les Algériens en 54 ? Que veulent les Algériens depuis 2019 ? Une vie digne avec le sentiment d’être chez eux en Algérie.  L’Algérie n’est pas réduite à ces Généraux mafieux, aux bandits, aux voleurs, aux corrompus, à cette élite des privilèges qui monnaye sa conscience ; il y a encore des hommes en Algérie. Des Hommes du peuple à l’image de l’ensemble des hommes et des femmes, qui au prix de leurs vies, affrontent les gangs aujourd’hui.

Le Hirak est gros d’une révolution : L’Algérie des Généraux, celle du Hirak institutionnel, emploie toute son énergie pour faire avorter le Hirak, reproduire le statu-quo et faire perdurer le système, l’Algérie du peuple veut faire advenir le Hirak et l’accompagner jusqu’à son terme : accoucher d’une révolution, une Algérie alternative.

Pour ce noble idéal, et traduisant l’esprit unitaire du Hirak, l’Algérie du peuple appelle à un front antisystème.

Front antisystème. Le Hirak est un moment historique dans notre histoire politique.  Il a levé définitivement le voile sur la nature du système : un système fondamentalement antidémocratique et antipopulaire et l’ensemble des épithètes utilisé (bouclier démocratique, républicain et populaire, moderne, progressiste) s’évapore devant la réalité objective, et a montré un peuple, un nous collectif exemplaire dans son civisme, sa maturité et animé par le désir de changement politique radical.

Ce front antisystème est l’autre nom d’un pacte républicain pour faire naître l’Algérie du « vendredire[18] ».

Principes pour une union dynamique

  • Sauvegarder les Acquis d’Evian : l’Unité territoriale et l’unité du peuple algérien. Ces acquis ne sont pas des évidences mais le fruit d’une volonté historique forgée par les souffrances, la lutte et les sacrifices ; d’où leur sacralité. Même si ce pouvoir illégitime a affaibli le sentiment national depuis 1962 jusqu’à devenir le symptôme de sa disparition ; nous avons une dette envers la génération de nos pères et notre mission c’est de consolider ces acquis, leur donner vie et les faire prospérer.
  • La Radicalité révolutionnaire : Ce système à travers chaque crise arrive à se renouveler dans une forme nouvelle. Et dans chaque crise, il réprime davantage jusqu’à devenir inhumain (le soulevement d’octobre 1988 – Le Hirak de février 2019). Cette possibilité qu’a le système de perdurer n’est que la traduction de l’absence d’un changement en profondeur. Ce n’est pas une question de changement de président ou de gouvernement mais de système politique. La radicalité nous impose une approche révolutionnaire et non politique. Nous avons expérimenté, par le passé, la voie des élections et celle-ci est une aporie démocratique ; les coups d’Etats survenus dernièrement en Afrique attestent que la modernité politique dans l’absence d’une souveraineté authentique ne sont synonymes ni de stabilité ni de développement. Le cas de l’Algérie est plus complexe car le pouvoir visible de la façade démocratique repose sur le pouvoir invisible et réel des Militaires. Mais n’empêche que la Souveraineté authentique ne peut-être que populaire. Le moment est venu pour que les élites populaires prennent leurs responsabilités. La Révolution c’est le passage d’une souveraineté à une autre : de celle de l’Armée à celle du peuple.
  • L’absence d’idéologie dans la phase révolutionnaire. En se voulant unitaire afin de réaliser le changement radical qui reste la revendication prioritaire du Hirak, l’idéologie n’a pas de place dans cette phase révolutionnaire du Hirak. L’idéologie est par essence un débat conflictuel donc source de division et dans le cas de l’Algérie, celle-ci est synonyme d’éclatement[19]. Toute approche idéologique, dans la situation actuelle, est une mauvaise interprétation et une fausse traduction du Hirak. Tout projet de société est une mise entre parenthèse du Hirak et l’utilisation de celui-ci dans une vision idéologique qui est antérieure à son existence. Une bonne lecture du « Hirak populaire » est donc à la fois nécessaire et salutaire : Le Hirak n’a pas de couleur politique donc l’orienter idéologiquement c’est signer son arrêt de mort.
  • L’Algérie indépendante est née avec un seul drapeau. Il est le symbole de notre unité et de notre existence en tant que nation souveraine. L’Algérie indépendante est donc inséparable de ce drapeau. Le sentiment national est intimement lié à ce drapeau car à chaque apparition de celui-ci dans une manifestation, durant la période coloniale, le sang coulait. Le 21 mars 2019 à l’Université de Tizi-Ouzou, un homme dont nul ne peut douter ni de son loyalisme, ni de son Algérianité, ni de sa berbérité, ni de son nationalisme a brandi le drapeau national comme symbole d’action unificatrice. Au moment le plus politique de notre histoire indépendante où une unanimité populaire a surgi pour désigner le pouvoir comme le « coupable » de notre déchéance apparaît la question identitaire ; elle a apporté plus de confusion que de clarté.

Le drapeau national est le symbole de notre Algérianité qui symbolise notre personnalité historique : Berberité – Islamité – Algérianité.

Les pays traditionnels avec leurs drapeaux en Europe existaient avant l’unification de ces pays en Etats-nations. Mais après l’unification, ces drapeaux n’apparaissaient que dans des circonstances historiques propres à chaque région et l’ensemble de ces pays ont adopté le drapeau européen comme symbole de leur appartenance civilisationnelle ; en Algérie l’emblème « Kabyle »  est postérieur à l’unité nationale, d’où la légitimité du questionnement[20]. Notre vision, dans une Algérie authentiquement souveraine, cet emblème flottera sur l’ensemble de l’Afrique du Nord et englobera l’Amazighité et nous redonnerons vie au projet de l’Etoile nord-africaine[21].

  • Non aux Appels anonymes : Octobre en est l’exemple édifiant. L’espoir soulevé a fini dans un bain de sang. Le 22 février s’inscrit aussi dans cette logique anonyme. Si la police politique en Algérie ne contrôle pas tout le réel, sa mainmise sur l’espace social est réelle ; il s’avère que les appels anonymes n’aboutissent jamais à atteindre les objectifs de la colère populaire mais servent principalement à faire perdurer le système donc la force anonyme, la commanditaire de ces appels anonymes.
  • Le projet révolutionnaire précède la rue. Ce principe complète le précédent et lui donne sens. Les Algériens, depuis des décennies n’ont fait que sortir manifester mais sans que cela n’aboutisse à changer l’ordre politique car le projet était soit inexistant soit partisan. Le temps est venu de donner la priorité au projet révolutionnaire, donc à l’organisation. Ainsi les revendications et les slogans sont définis à l’avance car déjà élaborés dans une vision révolutionnaire.

L’Algérie du peuple conseille aux militants dans la période actuelle de ne pas s’exposer inutilement au danger. Le pouvoir n’a jamais été aussi fragile et aux abois qu’il ne l’est actuellement et c’est pour cela qu’il veut étouffer toute voix contestataire ; la situation ressemble à celle vécue par les militants dans les années 50, ne pas s’exposer pour ne pas être emprisonné mais s’organiser afin de constituer une force pour se préparer au grand jour. Lorsque la situation sera jugée révolutionnaire, l’Algérie du peuple prendra ses responsabilités. Ne pas répondre aux appels anonymes est en soi un signe de maturité politique et, une victoire sur la police politique. Deux conditions pour que l’appel soit effectif : la source de l’Appel doit être identifiée et accompagnée d’un projet révolutionnaire populaire.

  • Silmiya comme stratégie révolutionnaire. Si toute la philosophie de l’histoire moderne atteste que la violence est fondatrice car dans sa lutte pour son droit à la reconnaissance le dominé a nécessairement recours à la violence, en Algérie, le choix de la Silmiya s’est imposé comme stratégie révolutionnaire.

Un choix qui répond à une compréhension de la réalité politique en Algérie où la violence est profondément ancrée dans l’inconscient collectif et trouve ses racines dans le trauma colonial ;  ce choix s’inspire aussi de notre histoire d’indépendance où des soulèvements pacifiques et populaires ont changé le cours de l’histoire ( mai 1945, décembre 1960, octobre 1961). A chaque soulèvement, mains nues, pacifiquement, les Algériens sortis de leur quartiers ségrégués ont investi les quartiers européens: l’espace du pouvoir.

Silmiya est un choix aussi philosophique pour donner une gifle au pouvoir, à ses affidés et à sa clientèle que ce peuple jugé immature, incivique est susceptible d’écrire une nouvelle fois l’une des plus belles pages de l’histoire d’émancipation des peuple en faisant de Silmiya un concept révolutionnaire.

  • L’acteur révolutionnaire : l’individu citoyen

Chaque révolution nécessite la présence d’un acteur révolutionnaire (Un groupe, une classe, un chef charismatique, une institution). Dans l’histoire récente, dans le cas de l’Espagne après la mort de Franco, l’institution royale a joué le rôle fédérateur, dans le cas de l’Italie, l’opération « Mains propres » initiée par l’institution judiciaire a redressé l’Italie, en Pologne un mouvement syndical a incarné l’image du renouveau ; dans le cas de l’Algérie, nous devons reconnaître qu’il n’existe aucune institution susceptible de remplir cette mission.  D’autant plus que le Hirak est une mise entre parenthèse de l’ensemble du champ politique où les partis politique sont plus un facteur de blocage que de changement : qui sera alors l’acteur révolutionnaire ? Comme à l’époque coloniale, la citoyenneté est absente en Algérie. Il y a des individus où certains sont plus égaux que les autres. Des nantis, des oppresseurs, des priviligiés, des maîtres et des révoltés, des damnés, des exclus, des harragas. Toutes les catégories existent sauf celle de la citoyenneté.

  • Le nouvel homme du peuple est l’individu-citoyen. Le « Hirakiste » qui aspire à fonder la cité et la citoyenneté qui l’accompagne. Ces individus-citoyens peuplent l’Algérie et seront les acteurs du changement.

Ce front antisystème, ce pacte républicain tendent à faire revivre l’espoir que le changement radical est possible et permettra de dynamiser ainsi le mouvement contestataire à ‘intérieur et créer une situation révolutionnaire. Dans ce climat de soulèvement insurrectionnel généralisé, une période transitoire s’invite d’elle-même autour de la philosophie de la Refondation.

  • L’ossature fondamentale de « Refonder » est la souveraineté populaire.

(du peuple algérien l’arbitre souverain des luttes entre partis et entre tendances )

Cette « Algérie alternative » fruit de la stratégie révolutionnaire, de ce front antisystème a un seul objectif : asseoir définitivement la souveraineté populaire comme seule et unique volonté politique. En 1962, un groupe s’est accaparé par la force la souveraineté nationale et l’a incarnée. Depuis cette date, l’Armée s’est érigée comme étant la détentrice réelle de la souveraineté nationale et a imposé sa volonté et ses choix ; le refus catégorique en 2019 de répondre aux revendications légitimes du peuple et d’imposer la légalité constitutionnelle qu’elle a instituée et qu’elle contrôle ; l’Armée atteste et signe que le Peuple n’est qu’un appendice de son existence. Sa volonté est première, ontologique : celle du Maître des lieux. La révolution consiste à faire advenir un nouvel ordre, une nouvelle souveraineté, la souveraineté authentique : celle du peuple.

Instaurer la souveraineté populaire c’est achever le processus de libération entamé en novembre 54. C’est admettre que le Peuple qui a libéré l’Algérie est capable de la bâtir et de la faire prospérer. Ni avant-garde, ni paternalisme, ni infantilisme, le Peuple comme seul arbitre souverain entre les projets politiques et les tendances proposés dans l’espace public.

Refonder c’est repenser radicalement notre présence au monde. Restaurer notre personnalité algérienne complétement dévoyée par l’Algérie des Généraux. Face à la culture militaire de l’Algérie des Généraux, culture de spoliation, d’oppression et de mépris nous prônons la culture populaire de l’Algérie du peuple : une culture d’édification. Celle de l’homme du peuple, celle de l’Algérien authentique, celle de l’Algérien résistant autour des valeurs d’honneur, de générosité, de dignité et de Justice.

Croire dans notre Algérianité c’est avant tout croire que l’homme du peuple, jusque-là méprisé et meurtri, a tant souffert dans son histoire continue à espérer qu’un jour viendra où l’Algérie sera vraiment son chez soi. La restauration de notre Algérianité fera de cet espoir une réalité certaine.

  • Les deux sources politico-historiques de notre doctrine de la Refondation
  1. L’Appel du premier novembre 54 : La restauration de l’état algérien souverain, démocratique et social dans le cadre des principes islamiques.

En donnant la priorité cette fois-ci à la Restauration de l’être algérien et à la fondation de la souveraineté authentique : celle du peuple

  1. Le contrat de Rome. Cette plateforme reste toujours d’actualité principalement dans son volet A cadre et Valeurs et le Volet E retour à la Souveraineté populaire. En tournant le dos à cette offre politique, le Système, de facto, s’est mis en dehors du sens de l’histoire et son attitude est analogue à celle des Français d’Algérie qui n’ont jamais admis d’autre souveraineté que la leur en Algérie.

A la place des partis politique, le sujet historique, dans le Hirak populaire est l’individu citoyen.

  • Non à l’intervention étrangère :
  • Union des pays du nord-africain :

Appel de l’Algérie du Peuple

Génération du 22 février la tâche de la refondation est la vôtre. Réveillez-vous et levez-vous. Battez-vous dignement, justement et pacifiquement. N’admettez plus jamais qu’un homme ou un groupe social se permet de vous haranguer « HARRARNAKOUM on vous a libérés « KARRINAKOUM- on vous a instruits » « SAKANAKOUM on vous a logés ». N’admettez plus jamais, dans un pays où c’est vos pères et mères qui ont payé le prix fort du sacrifice qu’il existe une famille révolutionnaire bénéficiant de privilèges et déshonore les valeurs du Moudjahid. En Algérie, par votre combat libérateur, n’existera plus, qu’une seule catégorie de population : des Algériennes et des Algériens.

Quel est le modèle démocratique de l’Algérie alternative ? De qui sommes- nous les héritiers? Il est vrai, que dans notre imaginaire social, nous n’avons pas un modèle étatique passé qui nous guide au présent mais nous sommes les héritiers de l’esprit de résistance qui a jalonné notre histoire et nous a légué des pages glorieuses qui font notre honneur et notre gloire. L’esprit de Jughourta, l’Emir Abdelkader, Al Mokrani, Ben M’hidi continue à nous animer. Ces valeureux personnages, dans leur combat libérateur avaient tous le même rêve :  une vie digne et libre dans leur pays. Pouvons-nous admettre que ce rêve soit souillé par un système dont tous ses représentants sont l’antithèse de ces Hommes. Quelles sont les valeurs morales des « Occupants du Pouvoir », à quelle école de pensée appartiennent t-ils ? Le verdict de la sagesse populaire est sans appel :  c’est des voleurs et des criminels.

Génération du 22 févier, notre génération n’a pas failli mais elle a été trahie. On nous a fait croire que le pouvoir qui s’est installé en 62 allait achever le processus de libération, il nous a fallu du temps pour prendre conscience qu’il n’a fait que remplacer le colon en pire. Car au temps du colonialisme, aucun chef militaire français ne s’est permis de s’arroger le titre de RAB DZAïR. Comment peut-on admettre, sur cette terre bénie, arrosée par le sang des Algériens, que des individus se comportent comme des Dieux. Cela est-il admissible ? Cela est-il acceptable ?

Jusqu’à quand allons-nous supporter cela ? Jusqu’à quand accepterons-nous que le seul horizon pour notre jeunesse est l’aventure mortelle en Méditerranée et la déshérence dans une Europe qui ferme ses portes à l’étranger. Jusqu’à quand accepterons-nous, qu’un pays aussi riche que le nôtre génère la non-vie, où l’exil est un projet de vie et permet à une minorité l’aisance de la vie et insulter le peuple ? Jusqu’à quand accepterons-nous qu’un groupe anonyme décide qui rentre en Algérie et qui en sort ? Jusqu’à quand accepterons-nous qu’un système antinational parle au nom de l’Algérie, emprisonne et torture les porteurs d’espoir. Jusqu’à quand accepterons-nous que le pouvoir réel reste invisible ? Jusqu’à quand accepterons-nous que des clans mafieux nous gouverne? Jusqu’à quand accepterons-nous que dans les sphères du pouvoir existent tous les lobbys sauf le lobby algérien ?

Génération du 22 février.  Nous sommes dans l’urgence. L’existence de l’Algérie est en question : l’Algérie survivra-t-elle? Nous empruntons ce titre à Maurice Violette. Par ce titre, il entendait l’Algérie française car le parti colonial menait une politique suicidaire en Algérie. Leurs héritiers, les derniers pieds-noirs[22], les représentants de L’Algérie des Généraux sont une menace réelle pour l’existence de L’Algérie. Toute l’énergie déployée par ce système est uniquement au service de l’immobilisme.  Cet immobilisme politique est aussi suicidaire que l’était celui du parti colonial.  De crise en crise, de catastrophe en catastrophe, et chacune plus dévastatrice que la précédente, et n’ayant comme seul projet politique que le crime et le partager de la rente pétrolière, la prochaine crise, et elle est certaine, signera la fin de L’Algérie. La situation est plus explosive qu’elle ne l’était en 62. Le danger est plus grand. Car, face à la folie destructrice du parti colonial en 62, se sont dressées deux volontés déterminées : celle de l’Etat français et celle des combattants de l’intérieur.  

Ce système a trahi notre histoire.  Notre dette envers la génération indépendantiste est de sauvegarder et faire rayonner L’Algérie qu’ils nous ont léguée. Face au colonialisme, l’idée nationale a fait dresser toute une génération pour restaurer l’état algérien ; face au colonialisme intérieur, qui  se montre sous son vrai jour : antipopulaire et antinational ;  le Hirak de L’Algérie du peuple se dresse pour achever le processus de libération et instaurer une authentique souveraineté.

Etre Algérien ou ne plus l’être ? Les propos du père de Brahim Laalami, suite à la décision judiciaire prononcée contre son fils, « Maintenant, j’ai senti que je ne suis pas algérien et l’Algérie n’est pas mon pays», nous interpellent : que faire ?

Le temps des commentaires et des analyses est révolu. Le temps est à l’action révolutionnaire. Au projet Révolutionnaire. Donc à l’Organisation. L’Algérie du peuple dans sa première phase terminée en juillet demande votre adhésion. Celles et ceux qui se reconnaissent dans l’esprit et la philosophie de l’Algérie du peuple s’identifieront et signeront « Hirak de l’Algérie du peuple ». Inscrire le Hirak dans une vision révolutionnaire c’est lui assigner comme finalité : le changement radical.

Dans la 2ème phase, l’Algérie du peuple tiendra son congrès soit en décembre ou février 2024 pour déterminer la forme qu’elle prendra et clarifier sa philosophie révolutionnaire. Dans l’intervalle, nous comptons organiser un séminaire sur « Les Etats Généraux sur l’Algérie » pour marquer la nécessité de l’unité antisystème et nous attendons votre adhésion ainsi que vos propositions à notre adresse email algériedupeuple@gmail.com et sur notre site web : https://silmiya.net/

Jamais le sentiment d’unité, de solidarité, du bonheur d’être ensemble n’ont été aussi manifestes que dans le Hirak populaire. Ce moment s’est gravé dans nos consciences. De nouveau, nous existons en tant que Peuple. Nous avons renoué avec notre histoire, notre Algérianité, nos véritables héros et nous voulons faire revivre leur rêve d’une Algérie indivisible, juste et prospère. Faisons de ce rêve notre passion. Ils ont rêvé leur indépendance, à nous de rêver la Nôtre.  Génération du 22 février, vous êtes les dignes héritiers de cette terre et vous êtes son avenir. A vous de tracer un nouveau destin. Des Résistants aux Bâtisseurs. Vous en êtes capables. Eviter l’affaissement moral de l’Algérien et la dislocation de L’Algérie, c’est votre mission. L’accomplir ou la trahir ? A vous de prendre vos responsabilités.


C’est maintenant ou jamais.

 

 

[1] Mouloud Hamrouche « Le système algérien est antinational », El Watan 4 septembre 2019.

[2] Algérie – L’indépendance inachevée : entretien avec Mahmoud Senadji, Intégrale, 7 décembre 2021.

[3] Je fais référence au regretté Ait-Ahmed : « Les troupes de Boumediene se comportent comme une force l’occupation ».

[4] Mohamed Hachemaoui, « l’Armée est –elle derrière le soulèvement du Hirak », La Croix, 21 février 2020.

[5] « Armée et nation en Algérie : l’irrémédiable divorce « ?  François Gèze, dans Hérodote 2005/1 (N°116) p.175-203.

[6] José Garcon, « L’Algérie sur un volcan », Libération, 14 février 2011.

[7] L’impasse algérienne, le Figaro.

[8] A- José Garçon, cité par François Gèze, Armée et nation en Algérie : l’irrémédiable divorce ? dans Hérodote 2005 (N° 116, pages 175-203) p177.

[9] Mahmoud Senadji, « Algérie : le testament des décombres », Libération, 3 juin 2003.

[10]  Ali kafi, Du Militant politique au dirigeant militaire, Gasbah Editions, p.251. Je le cite « La réunion de Tripoli…. Pour la première fois, les dirigeants de la révolution ont abordé vraiment la question de l’organisation d’un parti, mais ils ont essuyé un échec cinglant …, la dislocation définitive des ranges de la Révolution au seuil de l’Indépendance, nous ont confirmé clairement la « non-naissance » historique du FLN en tant que parti politique. Cette « non-naissance » historique a poursuivi le fantôme FLN jusqu’à ce jour …. Un corps sans âme, ne pouvant exister que par la volonté de ceux qui représentent la réalité du pouvoir ( à travers l’uniforme militaire).

[11] Je fais référence au livre de Thomas Serres, L’Algérie face à la catastrophe suspendue. Gérer la crise et blâmer le peuple sous Bouteflika (2009-2014), Editions Karthala 2019.

[12] Je fais référence aux travaux du Politologue Mohammed Hachemaoui, « La corruption politique en Algérie : l’envers de l’autoritarisme », Esprit, juin 2011, pp. 111-135.

[13] Hannah Arendt, née Johanna Arendt1 le 14 octobre 1906 à Hanovre et morte le 4 décembre 1975 dans l’Upper West Side (New York), est une politologuephilosophe et journaliste allemande naturalisée américaine, connue pour ses travaux sur l’activité politique, le totalitarisme, la modernité et la philosophie de l’histoire.

[14] Mahmoud Senadji, « Algérie pays des simulacres », Oumma, 29 décembre 2008.

[15] Abdelkader, l’Encyclopédie des nuisances, n°6, février 1986, p.124-127.

[16] « Ma part » : c’est l’expression du moment, celle qu’on entend scander dans l’Algérie entière, de bas en haut ».  Florence Aubenas, dans l’Autoraute inachevée, le Monde, 6 août 2014.

[17] Christophe Boltanski, « Moudjahid, un fonds de commerce », Libération, 27 octobre 2004.

[18] L’Algérie du vendredi lors du « Hirak » fut le symbole du Génie populaire, de l’Algérie alternative et les jours de semaine caractérisés par l’ennui, le désespoir et la corruption sont le symbole de l’Algérie des Généraux.

[19] Dans l’absence d’un espace public, l’Autre n’est pas seulement à exclure mais à éradiquer. L’esprit des années 90 hante encore l’Algérie.

[20] Bouabsa Hocine-Nasser, « Drapeau amazigh ou drapeau de la discorde, Le Matin, 25 juin 2019.

[21] Hirak ou Révolution, 18 mars 2021 : https://youtube.com/watch?v=V5k5_w4o22w&feature=shared 

[22] Citation dite par un officier des services de Sécurité au journaliste Nicolas Beau, Papa Hollande au Mali, ed. Balland, p.57.

 

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *